تخلَّص من ثبات الوزن بعد عمليات السمنة بطرق فعّالة
يلجأ كثير من مرضى السمنة المفرطة إلى عمليات السمنة مثل التكميم وتحويل مسار المعدة وغيرها، كحل جذري بهدف إنقاص الوزن بعد فشل الطرق التقليدية، ومحاولات عديدة في انقاصه، ورغم ذلك قد يواجهون بعض التحديات والصعوبات، ومن أشهرها ثبات الوزن بعد عمليات السمنة، فيا ترى ما اسباب ثبات الوزن بعد هذا النوع من العمليات، وكيف يمكننا تجنبه?
هل من الطبيعي ثبات الوزن بعد عملية التكميم؟
من الطبيعي جدا توقف أو بطء نزول الوزن بعد التكميم، ويظهر ذلك في فترة ما بعد خسارة الوزن بمقدار كبير في وقت وجيز بعد العملية، التي تعرف بفترة هضبة الوزن التي تكون بعد العملية بحوالي ٣ أسابيع، وهي فترة مؤقتة نتيجة تكيف الجسم مع التغيرات الطارئة عليه في عملية الهضم من نظام غذائي جديد، فالمعدل الطبيعي لنزول الوزن يكون خلال سنة لسنتين بعد عملية التكميم دون ثبات، ولكن باختلاف مقدام النقصان حتى الوصول إلى الوزن المطلوب، موضح بالجدول التالي:
المدة الزمنية بعد عملية التكميم | معدل نزول الوزن |
أول 3 أشهر | 35-45٪ من الوزن الزائد |
أول 6 أشهر | 50-60٪ من الوزن الزائد |
أول 12 شهر | 60-70٪ من الوزن الزائد |
يُلاحظ من الجدول السابق تباطؤ النقصان في الوزن بمعدل تدريجي وهذا أمر متعارف عليه، ولكن ثبات الوزن بعد عمليات السمنة خلال هذه الفترة هو ما يستدعي الاهتمام واستشارة الطبيب المعالج، والرجوع إلى فريق التغذية المتابع لحالات التكميم.
أسباب ثبات الوزن بعد التكميم
تختلف أسباب فترة هضبة ثبات الوزن من مريض إلى آخر، وذلك بناءً على أسلوب حياته، والاختلاف في معدلات الأيض والحرق، وعادات الأنظمة الغذائية المتبعة، وتشمل هذه الأسباب الآتي:
عدم اتباع نظام غذائي متوازن
قد يعتقد البعض أنه يفقد الوزن بعد عملية التكميم دون الحاجة إلى اتباع نظام غذائي مخصص وهذا اعتقاد خاطئ، حيث يعد اتباع نظام غذائي متوازن عاملًا رئيسيًا في الوصول إلى الوزن المرجو بعد عملية التكميم، عن طريق عدم تناول الأطعمة ذات السعرات الحرارية العالية والدهون الضارة، والبعد كل البعد على الأطعمة السكرية والحلويات.
كما ينصح لتجنب ثبات الوزن بعد عمليات السمنة بتناول قدر كاف من الماء مع الأخذ في الاعتبار عدم الجمع بين الأكل والشرب في وقت واحد، وعدم شرب المشروبات الغازية التي تؤدي إلى ارتخاء عضلات المعدة، والابتعاد عن الكافيين، بالإضافة إلى تجنب الأكل قبل النوم مباشرة.
عدم ممارسة التمارين الرياضة
من الضروري ممارسة الأنشطة الرياضية بانتظام، فهي التي تساعد الجسم على استهلاك الطاقة من الدهون المخزنة بالجسم، بالإضافة إلى زيادة الكتلة العضلية، كما أن ممارسة الرياضة هي أكثر الوسائل أمانًا لخسارة الوزن، وعدم ممارسة التمارين الرياضية هو سبب من أسباب ثبات الوزن بعد عمليات السمنة وهو ما نريد اجتنابه.
تكيف الجسم مع النظام الغذائي
يميل جسم الإنسان إلى التكيف لأي جديد يطرأ عليه، وبعد عمليات السمنة لابد من اتباع نظام غذائي سليم، لكن بعد فترة يتكيف الجسم عليه، ويعمل على المحافظة على الدهون المخزنة، لذا وجب تعديله أو تغييره من حين لآخر، لكسر ثبات الوزن بعد عمليات السمنة بسبب تكيف الجسم.
حل مشكلة ثبات الوزن
ثبات الوزن بعد عمليات السمنة لايدعو للقلق والاحباط، فهناك الكثير من الاستراتيجيات لكسر ثبات الوزن منها:
حساب السعرات الحرارية
إعادة حساب السعرات الحرارية التي يحتاجها الجسم وذلك لتجديد هيكلة النظام الغذائي المتبع بعد عمليات السمنة، حيث يختلف احتياج الجسم من السعرات الحرارية بفقدان الوزن من فترة لفترة؛ لذلك يجب تقييم السعرات الحرارية بصفة دورية وذلك عن طريق اختبار التمثيل الغذائي الذي يساعد في تحديد فرق السعرات الحرارية، وبالتالي في كسر ثبات الوزن.كما أن تقليل السعرات الحرارية بشكل عشوائي يكون سببًا في ثبات الوزن بعد عمليات السمنة، لذلك يجب المتابعة مع أخصائي تغذية بعد العملية.
شرب كمية كافية من الماء
ينصح بشرب 2 لتر يوميًا من الماء للمساعدة في تجنب ثبات الوزن بعد عمليات السمنة، فالماء يساعد على كسر ثبات الوزن وتقليله عن طريق:
- المحافظة على رطوبة الجسم اللازمة لكفاءة التمثيل الغذائي، وتجنب التعرض للجفاف.
- تقليل الشعور بالجوع، فمن الممكن أن يكون الجوع نتيجة العطش، فالبعض لا يستطيع التمييز بين شعور الجوع والعطش.
- شرب الماء قبل تناول الوجبات يساعد الجسم في امتصاص سعرات أقل، وتسريع عملية الشعور بالشبع.
تعديل النظام الغذائي
يجب المداومة على زيارة الطبيب المعالج بعد عمليات السمنة، لمتابعة تنفيذ التعليمات الموصى بها، ومن ضمنها التأكد من التزام المريض بالنظام الغذائي وإدخال التعديلات المناسبة لهذه المرحلة ويجب أن نراعي:
- أن تحتوي الأطعمة على نسبة عالية من البروتينات، فهذا يساعد الجسم على امتصاص دهون أقل، وزيادة معدل الأيض بنسبة تصل إلى ٣٠%، كما تمنح كمية البروتين العالية احساس بالشبع لمدة أطول.
- ولا نستطيع أن نغفل عن الألياف، حيث أنها من أهم العناصر التي أثبتت فعاليتها في حل مشاكل ثبات الوزن، حيث يوصى بتناول ما لا يقل عن 30 جم جميع من الألياف.
- كما يمكن تقسيم كمية الطعام اليومية إلى وجبات صغيرة على مدار اليوم، مع الأخذ في الاعتبار المضغ الجيد قبل البلع.
متى يتوقف نزول الوزن بعد التكميم
بعد عمليات التكميم ينتظر المرضى نتائج خسارة الوزن على أحر من الجمر، مما لا شك فيه أن معدلات نزول للوزن تختلف حسب عوامل عدة منها:
- العمر، بزيادة العمر تقل معدلات نزول الوزن.
- الحالة الصحية العامة.
- الجنس، يفقد الذكور وزنًا أكبر من الإناث؛ لاحتواء أجسامهم على كتلة عضلية كبيرة تحرق الطاقة بشكل أكبر.
وعلاوة على ذلك، مدى الالتزام باتباع نظام غذائي متوازن، والاستمرار في ممارسة التمارين الرياضية، وتكون معدلات الانخفاض تنازليًا، فيبدأ خسارة الوزن بمقدار كبير في الفترات الأولى، ويتناقص تدريجيًا مع مرور الوقت يصل إلى سنة لسنتين للوصول للوزن المثالي.
سبب ثبات الوزن بعد عملية تحويل مسار المعدة
من المتعارف عليه نزول الوزن شيئًا فشيئًا خلال فترة معينة، لكن يعاني بعض المرضى من عدم نزول الوزن بعد العملية وذلك لعدة أسباب منها:
- عدم قص المعدة بطريقة احترافية يؤدي إلى عدم انقاص الوزن، لذا يجب الاهتمام باختيار الطبيب بناءً على تجاربه وخبرته.
- قلة النشاط البدني للمريض لفترة غير قليلة بعد العملية، وبالتالي لا يستطيع المريض فقد نسبة كبيرة من الماء والدهون المخزنة داخل جسمه.
- وجود بعض الاضطرابات الهرمونية للمريض وخاصة خلل الغدة الدرقية يعد سببًا في ثبات الوزن.
- ومن ضمن الأسباب أيضًا أن الجسم يعمل على مقاومة انخفاض الوزن السريع، عن طريق توزيع الدهون على الأجزاء الحيوية في الجسم كوسيلة للدفاع ضد مشكلة ما قد أصابت الجسم، ومحاولة منه على التكيف مع الوضع الجديد للجهاز الهضمي.
تعتمد العمليات الجراحية للسمنة سواء التكميم أو تغيير المسار للمعدة وغيرها، على إجراء تغييرات في الجهاز الهضمي، بهدف التخلص من الوزن الزائد مع مراعاة الاختلافات الفردية بين المرضى، ويجب على من يقرر خوض مثل هذا النوع من الجراحات أن يلتزم بكافة التعليمات حتى يتجنب ما يعرف بثبات الوزن بعد عمليات السمنة.
تــــــــابع أيـــضاَ : ماهى مميزات عملية قص المعدة بالمنظار