ما هي عملية تحويل مسار الإثنى عشر SADI-S؟
بعد أن أصبحت السمنة المفرطة سببًا رئيسيًا في كثير من الأمراض، وبالإضافة إلى صعوبة التخلص من الوزن نتيجة لقلة الإرادة، وعدم القدرة على التحكم في الشهية، أصبح بإمكانك الاعتماد على جراحات إنقاص الوزن التي حققت نتائج فعالة في مساعدة الملايين فى تحقيق حلم الوصول للوزن المثالي، ومن أشهر تلك الخيارات الجراحية عملية تحويل مسار الاثنى عشر، والتي تتميز فى آليتها عن بعض العمليات الأخرى، وفى هذه المقالة نتناول معًا مميزاتها، وآليتها، ومضاعفاتها المحتملة، والفرق الجذري بينها وبين تكميم المعدة.
ما هي عملية تحويل مسار الإثنى عشر؟
من الطبيعي أن يمر الطعام بكامل القناة الهضمية ابتداءً من الفم وصولًا إلى الأمعاء الدقيقة، لكن في عملية تحويل مسار الاثنا عشر، يقوم الجراح بتجاوز جزء كبير من المعدة والأمعاء الدقيقة حيث يمر الطعام في جزء من المعدة أقل حجما وأمعاء دقيقة أقصر طولًا.
فعملية sadi s أو ما تُعرف بـ تحويل مسار الاثنى عشر، أو المجازة المعدية، أو الساسي، هي إجراء جراحي قليل التوغل تحت تأثير التخدير العام، يجمع بين عمليتي التكميم وتحويل مسار المعدة، حيث يعتمد هذا الإجراء على خطوتين أساسيتين:
- أولا: لتقليل حجم المعدة يصل إلى ٨٠%؛ لتقليل كمية الطعام الذي يمكن تناوله.
- ثانيًا: تقليل امتصاص السعرات الحرارية بواسطة الأمعاء الدقيقة.
كيفية تحويل مجرى الاثني عشر بالمنظار
عادة لا يتم إجراء عملية تحويل المسار الاثني عشر إلا بعد محاولات عديدة لإنقاص الوزن، سواء بالأنظمة الغذائية أو الأدوية لكن كلها دون جدوى، وتجري تحويل مسار الاثنى عشر بالمنظار على خطوتين:
الخطوة الأولى
يتم اجراء عملية تكميم المعدة عن طريق القص والتدبيس طوليًا على شكل أنبوب ضيق يشبه الموزة هي ما تمثل المعدة، حيث يتم استئصال 80% من حجمها مع بقائها داخل الجسم متصلة بالاثنى عشر.
الخطوة الثانية
يتم قص الأمعاء الدقيقة بعد تجاوز مسافة منها، وتوصيلها بالمعدة بهدف مرور الطعام مباشرة من المعدة إلى جزء قصير من الأمعاء، وبالتالي يمتص الجسم سعرات أقل، بهدف إنقاص الوزن لمن تبوء محاولاتهم بالفشل بالطرق التقليدية، وأيضّا تكون سببًا في الشفاء من الأمراض المتعلقة بالسمنة المفرطة، كارتفاع ضغط الدم، ومرض السكري من النوع الثاني، وأمراض القلب، والسكتة الدماغية.
- ويمكن إجراء عملية تحويل مسار الاثنى عشر أما عن طريق العملية المفتوحة، والتي يتم فيها شق بطن المريض بعمل قطع جراحي كبير، وهو ما لا يفضله الكثيرون؛ لما يخلفه من ندب كبير بالبطن، ويحتاج لوقت طويل لشفائه.
- أما الآن وبعد التطور الذي شهدته عمليات السمنة، يمكن إجراء تحويل مسار الاثنى عشر بالمنظار الجراحي، عن طريق شق من ٤-٦ فتحات بالبطن يصل طول كل منها 2 سم، يتم من خلالها إدخال منظار جراحي مزود بكاميرا أمامية، حتى يستطيع الجراح رؤية بداخل البطن أمامه على شاشة.
تنظير البطن من الطرق التي لاقت رواجًا بين العمليات الجراحية لما تتصف به من مميزات منها:
- التئام الشقوق بسرعة.
- احساس بالألم أقل.
- فترة نقاهة أقل.
- انخفاض معدل المضاعفات.
- يتمكن المريض من الخروج بعد عدة ساعات، أو المبيت ليوم واحد فقط.
ماهى مميزات تحويل مسار الاثني عشر؟
ينصح الأطباء بـ تحويل مسار الاثنى عشر للتغلب على عدم السيطرة على كميات الأكل التي تصل للجسم، وخاصة محبي السكريات والنشويات، التي تفوق حاجة الجسم فتضر أكثر مما تنفع، لكن بعد العملية لا يسمح بتناول نفس كميات الطعام قبلها، نظرا لتقلص حجم المعدة إلى 20%، كما يتم قص الجزء المسؤول عن إفراز هرمون الجوع؛ فيؤدي إلى الشعور بالشبع، وعدم الرغبة في الطعام كالسابق، وبالتالي تكون الأولوية لتناول الطعام المفيد الصحي حيث لا توجد مساحة كافية لطعام أكثر لا حاجة لها، وأيضًا امتصاص أقل نتيجة لمرور الطعام في أمعاء أقصر، فتصل نسبة إنقاص من الوزن إلى ٧٠% من الوزن الزائد.
إجراءات ما قبل عملية تحويل مسار الاثنى عشر
بعد المرور بمرحلة التأكد من الحالة الصحية للمريض التي تناسب الإجراءات والتغييرات التي تطرأ على الجهاز الهضمي، وكذلك بعد استنفاذ كل محاولات وطرق انقاص الوزن، يقرر الطبيب خوض عملية تحويل مسار الاثنى عشر، كحل نهائي للسمنة المفرطة، وما يتبعها من أمراض مصاحبة لها، ولكنها تتطلب بعض التحضيرات لما قبل العملية، وتشمل:
- بعض الاختبارات المعملية.
- التصوير بالأشعة السينية والرنين المغناطيسي للبطن.
- إحاطة الطبيب المعالج بكل الادوية التي يتناولها المريض.
- الامتناع عن التدخين لمدة لا تقل عن أسبوعين، فهو يؤثر على التئام الجروح بالسلب.
- الصيام قبل العملية بـ ٨ ساعات.
عيوب و مخاطر عملية sadi s
كمعظم العمليات الجراحية قد يتعرض المريض لبعض المضاعفات مثل: اضطرابات الجهاز الهضمي أو انسداد القناة الهضمية، أو تكوين حصوات المرارة، لذا، بعض الأطباء يستأصلونها أثناء تحويل مسار الاثنى عشر.
ومن أهم عيوب هذه العملية هو النقص الشديد في الفيتامينات والعناصر الغذائية، بسبب نقص امتصاصها عن طريق الأمعاء، ولابد من تعويض هذا النقص بأقراص الفيتامينات والمكملات الغذائية، وعدم الاعتماد على النظام الغذائي فقط، فقد يتعرض الجسم لسوء تغذية حاد.
الفرق بين عملية التكميم وعملية الساسي
تسمى SASI اختصارًا لما يعرف طبيًا بـ Single Anastomosis Sleeve Ileal Bypass، كما يطلق عليها أيضًا التقسيم ثنائي وذلك لانها تعتمد على مسارين للطعام:
- المسار الأول عن طريق مرور الطعام من المعدة إلى الاثنا عشر ثم الأمعاء بعد تقليص حجم المعدة بعملية التكميم.
- المسار الثاني بمرور الطعام من المعدة إلى الأمعاء مباشرة وتجاوز الاثنى عشر بالإضافة إلى حوالي 2م من الأمعاء.
وهذه الآلية تختلف عن عملية التكميم بالمنظار حيث يتم فيه فقط تقليل حجم المعدة باستئصال حوالي 80% من حجمها، وإزالة الجزء المستأصل، وتدبيس الجزء المتبقي؛ لتكون فى النهاية بحجم أقل بكثير؛ فيشبع المريض سريعًا، ويحدث لديه عجز فى السعرات الحرارية، فيضطر الجسم لحرق الدهون المتراكمة لاستعمالها لإنتاج الطاقة، هذا كله دون التأثير على عملية الامتصاص.
الحياة بعد تحويل مجرى الاثني عشر بالمنظار
بعد إجراء عملية تحويل المسار، ستحتاج للبقاء في المستشفى لمدة يوم إلى ثلاثة أيام حسب حالتك الصحية، وبعدها تعود للمنزل، لتعود لزيارتنا مرة أخرى بعد أسبوعين للمتابعة حالتُك الصحية.
النظام الغذائي بعد تحويل المسار
بعد عملية تحويل مسار الاثني عشر، ستحتاج للمداولة على تناول الفيتامينات لبقية حياتك؛ لتعويض النقص فى العناصر الغذائية الناتج عن تغير آلية الجهاز الهضمي بعد تقصير طول الأمعاء التي يمر من خلالها الطعام للامتصاص. ملف كامل عن النظام الغذائى بعد تحويل المسار
ومن أشهر المكملات الغذائية المفيدة لك:
- الفيتامينات المتعددة.
- الحديد.
- الكالسيوم.
- البروبيوتك.
- الفيتامينات التي تذوب في الدهون (د ، ه ، أـ ، ك).
يوصي الدكتور أحمد نبيل الحوفي بضرورة تقليل حجم الوجبة بعد العملية، وأن تكون غنية بالبروتين، مع تناول الفواكه الخضروات، وأحماض أوميجا 3، وتجنب السكريات والدهون الغير صحية تمامًا.
هذا بالإضافة لضرورة إجراء الفحوصات بشكل دوري للتأكد من حصولك على القدر الكافي من العناصر الغذائية التي يحتاجها جسمك، وللتأكد أيضًا من سلامة حالتُك الصحية بعد العملية، وعدم تعرضك لأية مضاعفات.
الرياضة عنصر هام لا يمكن إغفاله
تحويل مسار الاثنى عشر هي البداية لحياة صحية، فلن تكفي الجراحة وحدها للوصول لوزنك المثالي، بل ينبغي الالتزام بتعليمات الطبيب فيما يخص التغذية وكذلك البرنامج الرياضي، لكي تتمكن من خسارة وزنك بشكل طبيعي، والتمتع بصحة أفضل.
ختامًا، تعد عملية تحويل مسار الإثنى عشر من عمليات السمنة المفرطة الأكثر نجاحًا ورواجًا في الأوساط الجراحية لأمراض السمنة، فهي تجمع بين مميزات عمليتي التكميم وتحويل المسار، والحصول على أفضل النتائج المرجوة منها بأقل مضاعفات تذكر، وبذلك أصبح الحصول على قوام ممشوق ووزن مثالي أمر بسيط بعد التطورات التكنولوجية الحديثة في عالم جراحات السمنة.
معـلومـات هامـــه : استئصال الغدة الكظرية بالروبوت